توفي العلامة الشيخ د. عمر سليمان الأشقر، يوم الجمعة الموافق – 10/ 8/ 2012م- في العاصمة الأردنية عمان بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 72 عاماً.
ويعد الدكتور الأشقر أحد أعلام فلسطين البارزين وأحد مؤسسي هيئة علماء فلسطين في الخارج.
والشيخ الدكتور عمر الأشقر من أهم العلماء الذين يعنون بالعقيدة، ويعنون كذلك بالتواصل مع القراء والشباب عبر الوسائل الحديثة، فقد أصدر سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة.
وهي من السلاسل الماتعة التي توضح عقيدة أهل السنة والجماعة في سهولة ويسر.
وقد أثنى عليها ونصح بقراءتها الكثير من العلماء والمشايخ، كالدكتور ياسر برهامى والدكتور محمد إسماعيل المقدم وهى عبارة في 8 مجلدات ومتاحة كاملة للقراء وطلبة العلم على مواقع الإنترنت.
ولد الشيخ الدكتور عمر سليمان عبد الله الأشقر عام 1940 م، في برقا بمدنية نابلس في فلسطين، وهو أستاذ في قسم الفقه وأصوله في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية.
تخرج في كلية الشريعة بالرياض عام 1964، وحصل على الماجستير في أصول الفقه من جامعة الأزهر الشريف عام 1974، وحصل الدكتوراه في الفقه المقارن بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من كلية الشريعة بجامعة الأزهر عام 1980 م.
شيوخه:
تلقى العلم على جملة من العلماء نذكر منهم على سبيل المثال: الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله تعالى-، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله والشيخ عبد الجليل القرقشاوي من مشايخ الأزهر..
أما العمل فبدأه مدرسًا لأصول الفقه في كليَّة الشريعة بجامعة الكويت وكان له الأثر الأبرز في النهضة العلمية هناك وكان من مؤسسي الجيل الإسلامي في دولة الكويت والتي بقي فيها إلى عام 1990م، ثمَّ خرج منها إلى المملكة الأردنيَّة، فعُيِّن أستاذًا في كليَّة الشريعة بالجامعة الأردنيَّة حتى وافاه الأجل المحتوم.
مؤلفاته:
للشيخ مؤلفات كثيرة في مجالات إسلامية متعددة منها:
أحكام الزواج في ضوء الكتاب والسنة - تاريخ الفقه الإسلامي - خصائص الشريعة الإسلامية - عالم السحر والشعوذة - حكم المشاركة في الوزارة والمجالس والنيابية - الصوم في ضوء الكتاب والسنة - الربا وأثره في المجتمع الإنساني - نظرات في أصول الففه- المدخل إلى دراسة المدارس والمذاهب الفقهية - مسائل من فقه الكتاب والسنة.
وله سلسلة من المؤلفات بعنوان العقيدة في ضوء الكتاب والسنة هي:
أسماء الله وصفاته في معتقد أهل السنة والجماعة - العقيدة في الله - عالم الملائكة الأبرار - الرسل والرسالات - القيامة الصغرى - القيامة الكبرى - الجنة والنار - القضاء والقدر، هذا عدا العديد من الأبحاث والدراسات الأخرى.
وللشيخ العديد من التحذيرات من المتكلمين الجدد وأصحاب الفكر الإعتزالي الذي يناقض عقيدة أهل السنة والجماعة، فينبه في ختام رسالته القيمة "نظرة في تاريخ العقيدة" مُحذراً من هذه الدعوات الخطيرة والتي يحاول أعداء الله أحيائها، ودعم من يقوم بها، ولفت نظر مستشرقيهم لإحيائها حيث يقول:
"إنني ألفت نظر رجال الفكر إلى خطورة ما يقوم به المستشرقون وبعض الذين غرر بهم من أبناء المسلمين من أحياء الفكر المعتزلي الكلامي هنا وهناك، وتحبيب الناشئة من أبناء المسلمين به، وهناك فريق آخر يحاول أن يحيي الفكر الفلسفي الاستشراقي الذي ينادي بوحدة الوجود، والمتمثل في كتب ابن عربي والحلاج وابن الفارض وابن سبعين وغيرهم".
ويقول: إن الذين يحاربون المنهج الإيماني القرآني النبوي الذي يتمثل في المنهج السلفي أحد رجلين:
إما جاهل بهذا المنهج لا يعلم حقيقته، وإما عدو حاقـ د لا يريد بالأمــ ة خيراً. وبعض هذين الصنفين لجأ إلى تحريف المنهج الخير إذ بدأ يكتب في المنهج ليحرفه ويفسده، ولكن باطل هؤلاء لا يروج على من عرف المنهج والسبيل.
وفي ختام رسالته يقول الشيخ: "أقول كما قال إمام دار الهجرة أنس بن مالك: "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها".
وأقول كما قال الله تعالى: "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ" رحم الله الشيخ الأشقر رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان، وجعله رفيقاً فيها للصالحين.
المصدر: موقع إسلام ويب